إسرائيليون يعطلون دخول شاحنات الإغاثة لغزة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
إسرائيليون يعطلون دخول شاحنات الإغاثة لغزة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
احتشد عشرات الإسرائيليين، اليوم الخميس، في ميناء أسدود شمال قطاع غزة، لعرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، في تحرك أثار ردود فعل غاضبة، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة.
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الإسرائيلية، أن المحتشدين، الذين رفعوا أعلاماً إسرائيلية، وقفوا في طريق الشاحنات لمنعها من الوصول إلى معبر كرم أبو سالم، في مشهد وثقته هيئة البث الإسرائيلية ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر بعض المتظاهرين وهم يهتفون بشعارات ضد إدخال أي مساعدات إلى ما وصفوه بـ"العدو"، في إشارة إلى سكان قطاع غزة.
وفي المقابل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 87 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت إلى القطاع عند منتصف ليلة الخميس عبر معبر كرم أبو سالم، وتم توزيعها على عدد من المؤسسات الدولية والأهلية.
لكن هذه الكمية لا تكفي إلا لجزء ضئيل من الاحتياجات اليومية، وفق ما أكده إسماعيل الثوابتة، المدير العام للإعلام الحكومي، في تصريحات لموقع "الشرق".
احتياجات وأزمة متفاقمة
أكد الثوابتة أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة يوميًا على الأقل، محملة بالغذاء والدواء والوقود، لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، خاصة لتشغيل المستشفيات والمخابز ومحطات الوقود، في ظل أوضاع مأساوية ومجاعة تتفشى بين السكان، لا سيما الأطفال والنساء والمرضى.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، قبل ثلاثة أيام فقط، الموافقة على إدخال بعض شاحنات المساعدات إلى غزة، وذلك تحت ضغوط دولية متزايدة، خصوصًا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لتسهيل الإغاثة للمدنيين المحاصرين تحت القصف.
يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه القصف الجوي الإسرائيلي على مناطق واسعة من قطاع غزة، متسببًا في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتدمير البنى التحتية، فيما حذرت منظمات حقوقية وإنسانية من استغلال عرقلة دخول المساعدات كورقة ضغط سياسية، مؤكدين أن التجويع جريمة حرب بحسب القانون الدولي.
نداءات أممية لوقف العرقلة
طالبت منظمات دولية -من بينها برنامج الغذاء العالمي والأونروا- الحكومة الإسرائيلية بضرورة ضمان وصول المساعدات دون عوائق، محذرة من أن تجويع السكان في غزة وصل إلى مراحل حرجة تهدد حياة ملايين المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وأثار احتجاج الإسرائيليين على دخول المساعدات قلقًا متزايدًا لدى جهات دولية، لا سيما مع تصاعد خطاب الكراهية والتطرف داخل بعض الأوساط الإسرائيلية، حيث يروج البعض لسياسات أكثر تشددًا تجاه قطاع غزة، مما يقوّض أي جهود للتهدئة أو الاستجابة الإنسانية الطارئة.
تُعد عرقلة دخول المساعدات جزءًا من أزمة أشمل يعيشها سكان قطاع غزة، الذين يواجهون حصارًا مستمرًا منذ عام 2007، تفاقم بشكل غير مسبوق مع بدء العملية العسكرية في أكتوبر 2023، ما أدى إلى انهيار شامل في النظام الصحي والتمويني والمعيشي، وسط تحذيرات دولية من أن استمرار الوضع بهذا الشكل سيؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة.